قصة نجاح الجريسي " بيت الرياض" ... حيث يلتقي الصبر والطموح
كيف استطاع هذا اليتيم البسيط ان يجعل المؤسسات الاقتصادية والعقارية
تتنافس لكي ينضم اليها ؟
وكيف استطاع ان يؤسس إمبراطورية مالية تمتد من الاجهزة الكهربائية مرورا
بالاثاث والعقارات وصولا الى البنوك ؟
قصة نجاح الجريسي " بيت
الرياض"... سيرة حياة مليئة بالانجازات التي تستحق ان تقرأ ، وتستنبط منها معاني
الصبر والطموح الذي لا يعرف حدوداً ..
ولد الجريسي في بلدة رغبة قرب المحمل عام 1351 هـ ( 1932 م) ونشا بها
يتيماً في كفالة جدته ، إذ توفي والده وعمره سنتان ، وحين بلغ الثامنه من عمره انتقل
الى العاصمة الرياض ، ليعيش في كنف عمه محمد الجريسي (رحمه الله) .
التحق الجريسي بالمدرسة الابتدائية التي لم يُتم الدراسة فيها ، إذ تركها
بعد ان أتم الصف الخامس الابتدائي ، إلا ان ذلك لم يشكل عائقا أمام تطوير نفسه علمياً
، إذ استطاع فيما بعد الحصول على دورات في إدارة الاعمال والحاسب ، بالاضافة الى دورات
لدراسة اللغتين الانجليزية و الايطالية .
بدأ الجريسي حياته العملية وهو في سن الرابعة عشر ، وعمل لدى الشيخ عبد
العزيز ابن نصار صاحب احمد المحلات التجارية بالرياض بأجر قدره عشرون ريالاً ، وظل
يعمل معه أحد عشر عاماً حتى تولى إدارته ، وبلغ راتبه في النهاية خمسة الف ريال .
وفي عام 1378 هـ بدأت قصة نجاح
الجريسي " بيت الرياض" حيث انشأ
مؤسسة "بيت الرياض" لبيع الادوات المنزلية بمشاركة تاجر معه ، وقد عانت المؤسسة
من خسائر في بداياتها ، إلا ان الجريسيي استطاع أن يحول تلك الخسارة الى نجاح بعد أن
استقل بملكيتها عام 1382 هـ بعد شرائه حصة شريكه ، وقد تعلم الجريسي من هذه التجربة
كيفية التغلب على الصعوبات ومجابهتها وعدم الاستسلام للفشل .
حقق الجريسي بعد ذلك العديد من النجاحات بفضل الله ، ومن عام 1413 هـ
بدأ يؤسس أكثر من إحدى عشر شركة بعد توسعة مؤسسته "بيت الرياض" ودخل مجالات
التقنية والكمبيوتر وأثاث المكاتب التي خطا خطوة نحو تصنيعها محلياً . ولشركته الام الآن العديد من الفروع
في انحاء المملكة ، وله شركتان اخريان في قبرص تعملان في هذا التخصص للشركة ، وشركة
اخرى تعمل في مجال الخدمات والمعدات الطبية ، ولهذه الشركة ثلاثمائة وكالة تجارية لشركات
عالمية كبرى تعمل في مجالات الكمبيوتر والاثاث والمستلزمات المكتبية .
قصة نجاح الجريسي " بيت
الرياض" لم تتوقف عند ذلك بل له
إسهامات كبيرة في العديد من الغرف والمدن التجارية والصناعية وكذلك في العديد من اللجان
والمجالس المصرفية والاقتصادية والخيرية ، فهو فضلاً عن كونه رئيساً لمجموعة شركات
ومؤسسات ومصانع الجريسي - رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض منذ
رمضان 1413 هـ ، بالاضافة لترؤسه وعضويته في الكثير من اللجان والبنوك والغرف والشركات
والمؤسسات التجارية ولخيرية داخل المملكة وخارجها .
عرف عنه اهتمامه بدعم المؤسسات الفلسطينية خاصة التعليمية منها ، حيث
تبرع بنفقات بناء وتجهيز كلية التجارة والاقتصاد بجامعة بيروت ، وتم افتتاحها في نوفمبر
1993 م. وله العديد من التبرعات في كافة المجالات الخيرية .
حقائق عن قصة نجاح الجريسي " بيت الرياض" :
- يُعد الجريسي صاحب أول مؤسسة
تبيع الحواسيب في المملكة .
- تبلغ ثروته حالياً مايقارب
ملياري دولار .
- حصل على المركز الاول في استفتاء
( الاقتصادية ) لآبرز رجال الاعمال السعوديين لعام 1995 م .
- منحنه جامعة "كينزنغتون
يونيفرستي أ,ف هاواي آند كاليفورنيا" الدكتوراه الفخرية في فلسفة الاقتصاد ، وذلك
في محرم عام 1421 هـ (2000م) وذلك تقديراً
لإسهاماته الإنسانية والعلمية والثقافية محلياُ وخارجياً .
- ومؤخراً مُنح الجريسي وسام
وميدالية "ابن سيناء" من جمهورية روسيا الاتحادية ، اضافة الى اختياره عضواً
في الأكاديمية الروسية للعلوم الاجتماعية بالإجماع ، وذلك نظير جهوده في خدمة العلاقات
وقطاع الاعمال في البلدين الصديقين . ويعد الجريسي الشخصية الأولى من بلدان الشرق الأوسط والدول العربية التي تنال
هذه العضوية . وقد أقامت الغرفة التجارية الصناعية في الرياض حفلاً بهذه المناسبة حضره
نخبة رجال الأعمال وأعضاء السلك الدبلوماسي يتقدمهم السفير الروسي في المملكة .
قصة نجاح الجريسي " بيت
الرياض" من محل بسيط للأثاث الى إمبراطورية
تجارية تضم خمسة آلاف موظف ، وتعد واحدة من أهم الصروح الاقتصادية في المملكة ، ومن
راتب قدره عشرون ريالاً في الشهر الى ثروة تقدر ملياري دولار.
لقد استطاع عبد الرحمن الجريسي ان يحول الفشل الى نجاح ، والخسائر الى
ارباح ، وذلك بتوفيق الله تعالى ، ثم بإصراره على أن يتخذ من الهزيمة درساً يقوده نحو
النصر ، ومن مصاعب الحياة فرصاً تقود الى قمم المجد .
المصدر : كتاب عظماء بلا مدارس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق