Pages

نجاح هوندا




نجاح هوندا


عام 1938 وحين كان هوندا لا يزال طالبًا في المدرسة، استثمر كل ما يملك في ورشة صغيرة، وبدأ يطور فيها مفهوم حلقة الصمام piston Ring والتي تستخدم للسيارات
 وكان يريد أن يبيع ما ينتجه لشركة تويوتا، لذا أخذ يجاهد ليل نهار وذراعاه مغموستان في الشحم حتى مرفقيه، بل إنه رهن مجوهرات زوجته حتى يتمكن من متابعة عمله، غير أنه حين استكمل حلقات الصمام التي صنعها وقدمها لشركة تويوتا، قيل له إنها لا تتوافق مع مقاييس تويوتا، لذا عاد إلى المدرسة لمدة سنتين حيث احتمل وصبر على سخرية مدرسيه وزملائه في الدراسة وهم يتحدثون عن سخافة تصميماته.. فقد كان في نظر الآخرين فاشلاً.


لكنه قرر أن يتابع التركيز على هدفه, بدلا من التركيز على الألم الناجم عن تجربته الفاشلة، لقد علم أن المحاولات الفاشلة إنما هي تجارب نتعلم منها ونقترب من خلالها إلى الأفضل، وإنما الفشل الحقيقي هو حين تستسلم وتلقي بأدواتك إلى الأرض.


وبعد عامين من العمل الجاد والمثابرة، وقعت معه شركة تويوتا العقد الذي طالما حلم به، لقد اقتنعت تويوتا بتصميمات هوندا البارعة لحلقة الصمام، وطلبت إمدادها بهذه التصاميم.. عزم هوندا على بناء معمل خاص به لعمل تلك التصاميم، لكن الحكومة اليابانية كانت تعد نفسها للحرب ولذا رفض طلبه للحصول على الإسمنت اللازم لبناء المعمل.. فهل توقف؟ هل استسلم؟ لقد قرر أن يحاول ويحاول ويحاول،، حتى تمكن هو وفريقه من اختراع عملية لإنتاج الأسمنت اللازم لهم، وبعد مرور الأيام المصحوبة بالعمل الدؤوب والجهد المتواصل، أصبح المعمل جاهزًا.. وما إن بدأ العمل حتى قصف معمله بقنابل الأمريكان أثناء الحرب، ماذا يعمل؟ أجزاء رئيسة من المعمل قد دمرت.. هل يتراجع؟ لا.. لا بد من إصلاح الأجزاء المتضررة.. أعاد هوندا ومعاونوه ترميم المصنع، وبدأ العمل من جديد، وبعد أيام معدودة نزلت على هذا المعمل قنبلة أمريكية أخرى دمرت أجزاء كثيرة منه.


فماذا فعل هوندا؟

لقد أعاد بناء معمله وترميم أجزائه التالفة، وجند فريقه على الفور، فأخذوا يجمعون علب البنزين الفارغة التي كانت المقاتلات الأمريكية تتخلص منها، حيث أطلق على هذه العلب مسمى (هدايا الرئيس الأمريكي ترومان) لأنها وفرت له المواد الأولية التي يحتاجها للعمليات الصناعية التي ينوي القيام بها، وهي مواد لم تكن متوافرة في اليابان آنذاك.. لقد أشرف معمله العتيد على إنتاج الصمامات التي طلبتها تويوتا، لقد اقترب النجاح، وفي هذه الأثناء من الترقب السعيد لمشاهدة أول باكورة إنتاج المصنع، حدث زلزال دمر مصنعه تدميرًا كاملاً، قرر بعدها هوندا بيع عملية صنع الصمامات لشركة تويوتا.


لم يكن ذلك استسلامًا من هوندا بقدر ما كان تمايلاً مع أعواد البامبو لتفادي الكسر والاقتلاع، ما زال هوندا كما عهدناه يتقد نشاطًا وهمةً وعزمًا فبعد الحرب عانت اليابان ندرة مريعة في مؤونات البنزين، بحيث أن هوندا لم يعد قادرًا على قيادة سيارته لجلب الطعام لعائلته, وفي النهاية ركَّب هوندا محركًا صغيرًا لدراجته, وسرعان ما أخذ جيرانه يطلبون منه أن يصنع لهم دراجات تسير بقوة محرك، وأخذوا يتدافعون للحصول عليها، بحيث لم يعد يملك هوندا أية محركات، ولذا قرر أن يبني مصنعًا لصنع المحركات لاختراعه الجديد وقد فاز بجائزة إمبراطور اليابان.. وبعد ذلك بدأ بتصدير دراجاته النارية إلى أوروبا والولايات المتحدة، ثم بدأ يصنع سيارته في السبعينات من القرن العشرين، وحظيت هذه السيارة برواج واسع النطاق.


تستخدم شركة هوندا الآن ما يزيد عن 100.000 عامل في كل من الولايات المتحدة واليابان، وتعتبر إحدى أهم إمبراطوريات صنع السيارات في اليابان، بحيث لا يفوقها في كمية المبيعات في الولايات المتحدة إلا شركة تويوتا.. لقد نجحت هذه الشركة لأن رجلاً واحدًا أدرك ثمرة الإصرار الجاد والجهد المتواصل.
*ألا ترى أيها القارئ الكريم أن الناجحين يستحقون فعلاً ما وصلوا إليه!


المصدر : كتاب هكذا هزموا اليأس


نجاح مؤلفة سلسلة هاري بوتر



نجاح مؤلفة سلسلة هاري بوتر


كانت امرأة عاطلة عن العمل، لم يكن لديها المال الكافي لتعيش حياة كريمة، ثم فجأة تحولت حياتها، من البؤس إلى الثراء لتصبح من أغنى أغنياء بريطانيا.
هذا اختصار حياة الكاتبة رولينج مؤلفة سلسلة هاري بوتر التي تحولت من النقيض إلى النقيض لكن هل كان هذا بفعل الصدفة أو الحظ؟؟
عرضت رولينج كتابها على اثني عشر ناشرًا رفضوها جميعا، لكن الناشر الثالث عشر باري كننجهام الذي كان للتو أنشأ قسما خاصا بالكتب الخاصة بالشباب وافق على نشر مغامرات هاري بوتر.
إحدى المدرسات صنفت رولينج مع التلاميذ المقصرين نظرا لتدني علاماتها! وكانت جوان آنذاك في التاسعة من عمرها، فقررت أن تكون من أفضل التلاميذ، ولم يمض فصل دراسي واحد حتى غدت من الأوائل، وبعد سنوات التحقت جوان بمعهد لتعليم اللغات في (ايكزيتر) ثم توجهت إلى (البرتغال) لتدرس اللغة الإنجليزية هناك، لكن ما لبثت أن ملت فذهبت إلى (اسكتلنده) وقد كان الانتقال من بلد إلى آخر بمثابة انعكاس للحالة النفسية التي كانت تمر بها، فلطالما عانت الكاتبة من مراحل اكتئاب بدأت بإصابة والدتها بالمرض الذي كان يهدر حياتها إلى حين رحيلها عام 1990 مخلفة جرحا عميقا في صدر جوان، في عام 1991 عادت جوان إلى البرتغال لتدرس اللغة الإنجليزية في أحد المعاهد الخاصة متخيلة أنها تركت وراءها الكثير من الأحزان، استعادت جوان في البرتغال بعض الأمل فقد كانت تدرس في الفترة الصباحية، وفي المساء تعيش حياتها بمرارتها وفقرها المدقع وتعكف على كتابة روايتها، ومرت الأيام وتوطدت علاقة جوان بزملائها من المدرسين والمدرسات وكان بينهم طالب في الإعلام تزوجته في منزل والديه، وكان زوجها غيورا جدا فتحولت علاقتهما إلى خلافات مستمرة فيها الكثير من العنف وعندما علمت جوان أنها حامل، اختلط الأمل باليأس والفرح بالحزن لأنها كانت تعلم كيف كانت حياتها مضطربة مع هذا الزوج وولدت جيسكا ابنتها الأولى في السابع
والعشرين من يوليو (تموز) 1993، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه، انتابت زوجها نوبة من الجنون فطردها من المنزل في الخامسة صباحا. فغادرت جوان البرتغال إلى أدنبره مع طفلتها واستقبلتها شقيقتها لكن جوان لم تستطع تجاوز الأزمة، فأصيبت بالاكتئاب وتوجهت إلى أحد مكاتب الخدمات الاجتماعية للحصول على مساعدة مادية تمكنها من استئجار منزل وتربية طفلتها، وانتظرت جوان طويلا وقد حظر المكتب على جوان العمل في أي مكان وإلا حرمها من المساعدة.
وراحت تتابع كتابة روايتها هاري بوتر بتشجيع من شقيقتها وكانت تستوحي الأفكار من الأساطير التي سمعتها في طفولتها ومن القصص التي قرأتها، وغالبا ما كانت تجلس في أحد المقاهي كي تتمكن من الكتابة بعيدًا عن صخب ابنتها، وحتى ذلك الوقت لم تتمكن جوان من أن تتخيل أن نشاطها الأدبي سوف يحل مشاكلها المادية وخصوصا أن باري كننجهام أكد لها مرارا أنها لن تجني المال من كتابة قصص الأطفال، لكن همتها لم تتراجع وظلت تواصل الكتابة، فقد كان التعبير على الورق هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز أزمات حياتها، لقد كانت تكتب برغبة ومتعة لكنها كذلك لم تتخل عن ذلك الأمل بنشر كتابها في يوم من الأيام، عرف الناس هاري بوتر للمرة الأولى في السادس والعشرين من يونيو (حزيران) عام 1997م.
وكانت خطوة جوان الأولى نحو الشهرة وكان كل جزء من روايتها يصدر في حجم أكبر من سابقه، وقد اتجهت الأنظار بدهشة إلى جوان عندما صنفت مجلة نيويورك تايمز القصص الثلاث الأولى في قمة سلسلة روائع القصص، وسال الحبر ومعه المال،،، وأصبحت جوان أغنى امرأة في بريطانيا في أقل من عشر سنوات، وتجاوزت ثروتها في عام 1999 ثروة الملكة.. ومع ذلك لم تندفع للظهور، بل رضيت ببعض اللقاءات الصحافية ورفضت الأضواء.
*فقر مدقع واكتئاب وطلاق ورفض أعمالها الأدبية من قبل الناشرين وسخرية من معلمتها لم تثن هذه العقبات مجتمعة تلك المرأة ولم تلن من إصرارها فأصبحت أغنى من ملكة بريطانيا بعد أن كانت تتوسل المساعدة من مكاتب الخدمة الاجتماعية!!

المصدر : كتاب هكذا هزموا اليأس


نجاح رغم الفشل






إبراهام لنكولن فشل في الأعمال الحرة عندما كان عمره 21 عاما...

ثم خسر في الانتخابات عندما كان عمره 32 عاما...

وفشل مرة أخرى في الأعمال الحرة عندما كان عمره 34 عاما ...

وتوفيت خطيبته عندما كان عمره 35 عاما ...

وأصيب بانهيار عصبي عندما أصبح في 36 عاما من عمره ...

ثم خسر الانتخابات وعمره 38 عاما ...

وخسر انتخابات الكونغرس حين كان عمره  43 عاما ...

وخسر مرة أخرى عندما كان عمره 46 عاما ...

ثم خسر سباقا للفوز بلقب سيناتور  وفشل في أن يكون نائبًا للرئيس

 وعندما أصبح عمره 52 عاما أصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية بالفترة من 1861م إلى 1865م.

بالرغم من قصر الفترة الرئاسية للرئيس لينكولن إلا أنه استطاع قيادة الولايات المتحدة الأمريكية

بنجاح بإعادة الولايات التي انفصلت عن حكمه بقوة السلاح، والقضاء على الحرب الأهلية الأمريكية .

على مرّ التاريخ الامريكي يُعد الرئيس الأمريكي أبراهام لينكون واحد من أفضل ثلاثة رؤساء أمريكيين 

إلى جانب جورج واشنطن وفرانكلين روزفيلت وذلك حسب ما قاله الباحثين الأكاديميين

 بينما جاء اسمه إلى جانب رونالد ريجان وبيل كلينتون  حسب اختيارات العامة.



*ما أعجب الإصرار على النجاح , رغم الإخفاقات المتتالية التي تعرض لها...

إنه الانتصار على اليأس وتحويله من قوة سلبية ضاغطة إلى قوة إيجابية دافعة للإمام!

المصدر : كتاب هكذا هزموا اليأس

نجاح.. رغم الشيخوخة



نجاح.. رغم الشيخوخة
ولد كطفل عادي، ولم يكن هناك ما يوحي بأنه سيكون شيئًا مهمًا في يوم من الأيام..
ترك المدرسة قبل الإعدادية, وكان يجلس بالساعات دون عمل شيء يذكر، فإذا سألوه ماذا تفعل أجاب: (أفكر فقط) وبعد طول تفكير قرر أن يبيع شراب الليمون في كشك صغير, وعندما أصبح معه مائة دولار افتتح مع اثنين من أصدقائه محلاً لبيع الأدوات الاستهلاكية إلا أن المشروع فشل.
ثم عمل في بيع حبوب القمح من منزل لآخر... ثم شارك في الصليب الأحمر كسائق لسيارة إسعاف، وبعد الحرب أصبح عاطلاً, وفشلت كل المحاولات ليعود إلى الدراسة، ووجد عملا في (إذاعة شيكاغو) لكنه تركه بعد عام ونصف، وعمل في العقارات، ويقول عن نفسه في تلك الفترة: لم يكن لدي ما أملكه لإعالة زوجتي وابنتي، لقد تحطمت نفسيًا. لكن هل أقعده يأسه عن العمل, وأصبح عالة على أسرته, لا بل ظل يبحث ويعمل ويفكر ويحاول أن يطور من وضعه رغم الصعوبات المادية المحيطة به.
ففي عمر الخامسة والثلاثين شاهد اختراعًا جديدًا عبارة عن (آلة خلاط) تخلط خمسة أنواع من العصير.
فاستقال من عمله بعد سبعة عشر عامًا قضاها في بيع الأكواب والصحون..
وأقنع (مخترع الخلاط) بأن يتولى مهمة توزيع الاختراع في أرجاء الولايات المتحدة.
ولمدة عشرين عامًا ظل يجوب أرجاء البلاد لبيع هذا الاختراع دون كلل أو ملل, وذات يوم وحين كان عمره اثنين وخمسين عاما توقف عند مطعم صغير يستعمل نفس الخلاط الذي يقوم ببيعه. وهنا كان نقطة التحول في حياته فقد كان يملك المطعم حينها أخوين يبيعان فيه (البطاطس والهامبورجر) ولفت انتباهه الإقبال الشديد على هذا المحل الصغير، فظل يفكر فيه طوال الليل، وفي اليوم التالي صارح
الأخوين برغبته في مشاركتهما، واقترح أن يتم افتتاح سلسلة مطاعم من نفس النوع في جميع الولايات.. لكن الأخوين لم يتحمسا لهذه المغامرة، وبعد مداولات وافقا على توقيع عقد يخوله افتتاح المطاعم التي يريدها في أي مكان على أن تحمل الاسم والديكور نفسه، والخدمة مقابل نصف في المائة من الدخل الإجمالي... وبعد سبع سنوات اشترى هذا البائع المتجول ما يملكه الأخوان, ودفع كل ما يملك ثمنًا لهذه الصفقة.
وظهر (ماكدونالد) للعالم يحمل اسم صاحبيه الأصليين، لا من قام بنشره ووطد دعائمه كمطعم للوجبات السريعة.
رحل صاحب هذه السلسلة الشهيرة (راي كرول) عام 1984 عن عمر يناهز (الثانية والثمانين).
مخلفًا ثروة طائلة وكلمات رائعة تقول: (لقد ساعدتني الأيام التي قضيتها في الانتقال من عمل إلى عمل، صحيح أني نجحت متأخرًا، ولكن هذا لا يعني أنني نجحت مصادفة).
فقد اشتغل بائعًا في كشك متواضع, ثم بائعًا متجولاً بين منزل وآخر يبيع القمح وعمل سائق إسعاف, وغاسلاً للصحون والأطباق, ثم موظفًا بسيطًا في إذاعة, ثم بائعًا في العقارات, وأخيرًا بائعًا متجولاً بين الولايات يبيع خلاطًا كهربائيًا بمردود مادي بسيط, ولكن مع إرادة فولاذية لا تعرف اليأس.
وحين أصبح في الثانية والخمسين بدأ قصة نجاحه الباهرة, فهل ندب حظه حينها أنه وصل متأخرًا.. لا بل شمر بعزم عن ساعد المثابرة لمدة سبع سنوات وحين أصبح في التاسعة والخمسين من عمره كان قد أصبح مالكًا لسلسلة مطاعم ماكدونالد.
*هكذا تولد قصص الناجحين دائما.. عزيمة .. إصرار.. تحدٍ .. ونفس قوية لا تعرف اليأس!


المصدر : كتاب هكذا هزموا اليأس

وفاز...بالكنز!







وفاز...بالكنز!
هوارد كارتر خبير الآثار والتاريخ يجري دراساته للبحث عن كنز توت عنخ آمون المدفون في مكان ما في أرض مصر... وبعد الدراسات المكثفة والاطلاع على مئات الأبحاث، يحدد هوارد مكان الكنز... عملية التنقيب هذه مكلفة جدًا، لا بد لها من ممول يتحمل كل التكاليف المتعلقة بعملية التنقيب... لقد وجد هوارد ضالته وأقنع أحد المهتمين الأثرياء لدعم مشروعه وتمويله.
بدأ فريق هوارد وفريق العمل يدق الفؤوس على المكان الذي حدده هوارد، وبعد مضي أيام على الحفر تبين أنهم في المكان غير المقصود... دخل هوارد خيمته وأخذ يعيد حساباته وقياساته.. هذه المرة لا بد أن تكون قياساتي دقيقة.. عرف هوارد خطأه وحدد مكانًا آخرًا دلت الحسابات على صحته، فانتقل العمال إلى الموضع الجديد وبدؤوا الحفر.. وبعد أيام تبين أنهم أيضا في المكان غير الصحيح.
لقد بدأت الشكوك تساور ممول المشروع عن كفاءة وخبرة هوارد في البحث والتنقيب، لقد ضيع وقته وأمواله في عمل لا طائل من ورائه، ضاعت الأموال والجهود في هذا الوادي الموحش... طلب هوارد الصبر والتريث من ممول المشروع... إنك يا سيدي ستجني الكثير من الأموال إن ربحنا.. حسنا يا هوارد سأعطيك فرصة أخرى، هيا استمر، وأخذ يغريه بالأموال التي ستتدفق عليه بلا حساب فمنحه فرصة أخرى.
أعاد هوارد حساباته وقياساته وحدد الأماكن التي لا يتجاوزها هذا الكنز بحال من الأحوال، وبدأ الحفر في كل هذه الأماكن، وبعد العمل الجاد والحفر الدائم المستميت، تبين أن كل الأماكن التي رسمها هوارد لعماله كانت خاطئة.. وهنا يصرخ ممول المشروع الثري: هيا يا هوارد لنرحل من هنا، لنرحل عن هذا الوادي، إنك حقا قد ضيعت وقتي ومالي.
وبينما يجهز العمال أنفسهم للرحيل، يأخذ هوارد خريطة الوادي بسرعة ويبدأ ينظر لها من جديد، لا بد أنه هنا.. سأجري آخر حساباتي لن أيأس.. وبسرعة يرسم
هوارد ويحدد للعمال موضع الحفر.. يسمع ممول المشروع أمر هوارد لعماله بالحفر رغم كل تلك المحاولات الفاشلة التي أجراها في هذا الوادي، يصرخ هذا بوجه هوارد، ويطلب منه الرحيل وعدم هدر المزيد من الجهد والمال.. كف عن هذا يا هوارد.. المحاولات كلها فاشلة.. سيدي أعطيني آخر فرصة.. فرصة واحدة فقط أرجوك.. فقط واحدة.. حسنا يا هوارد.. سأمنحك هذه الفرصة الأخيرة!!!
ثم يقول هوارد في هذه اللحظة السحرية.. ما كدنا نضرب معولاً واحدًا في الأرض في آخر جهد يائس، حتى حققنا اكتشافًا فاق أكثر أحلامنا شططًا بكثير.. إنه كنز توت عنخ آمون.
*ألا يستحق هوارد الكنز بعد كل هذا الإصرار وعدم الاستسلام لليأس؟

المصدر : كتاب هكذا هزموا اليأس


السيناتور...ذو الوجه الطويل النحيل






عندما كنت في الخامسة عشرة، كنت دائم المعاناة من القلق والمخاوف، فقد كنت طويلاً جدًا بالنسبة لسني، ونحيفا جدا، وكنت ضعيف الصحة، وكان الأولاد الآخرون يسخرون مني ويسمونني (ذو الوجه الطويل النحيل) وقد تضخمت حساسيتي لذاتي لدرجة أنني أخشى لقاء الناس, وقد ساعدني على العزلة أن أسرتي تمتلك بيتا ريفيا منعزلا.
كنت أتأمل جسمي الطويل الهزيل.. وأكاد لا أفكر إلا فيه، وفي يوم قالت لي أمي: (يا بني يجب أن تحصل على درجة تعليمية.. يجب أن تكسب رزقك بعقلك).
وحيث إن والدي لم يكونا قادرين على إرسالي للكلية لضعف ذات اليد، فقد أدركت أن مسؤولية تدبير مصاريف تعليمي تقع على عاتقي وحدي؛ فعملت على توفير مبلغ من المال من خلال بيع بعض الحيوانات التي كنت أربيها، وفي الكلية ارتديت ملابس صنعتها لي أمي من ملابس كانت سابقًا لأبي، لكنها لم تكن على مقاسي.
انزعجت من العيش على مقربة من الطلاب الآخرين، الذين كانوا يسخرون مني ومن ملابسي الرثة وجسمي الطويل النحيل؛ لذلك كنت أنعزل عنهم وأدرس بكتبي وقد كانت أمنيتي أن أستطيع شراء ملابس على مقاسي، لا أخجل من ارتدائها.
وبعد ذلك بفترة قصيرة ساعدتني أحداث أربع حدثت لي على قهر ما كنت أكابده من قلق وشعور بالنقص, ومنحتني شعورًا بالشجاعة والثقة بالنفس وهذه الأحداث هي:
أولاً: حصلت على شهادة تقدير من الدرجة الثالثة؛ من أجل التدريس في المدارس الريفية العمومية بعد أن تقدمت إلى اختبار, وقد كانت تلك الشهادة مؤشرًا خاطفًا إلى أن هناك من يثق بي.
ثانيًا: عرض عليَّ مجلس إدارة مدرسة ريفية أن أعمل لديهم بمرتب أربعين دولارًا شهريا، وهذا أيضا مؤشر آخر لوجود من يثق بي باستثناء أمي.
ثالثًا: بمجرد أن حصلت على المال اشتريت بعض الملابس المستعملة.. ملابس لا أخجل من ارتدائها ولو أن أحدًا اليوم أعطاني مليون دولارًا, فإنها لا تسعدني بقدر سعادتي عندما اشتريت أول بذلة مستعملة.
رابعًا: أما نقطة التحول الرئيسة في حياتي فهي عندما حققت أول انتصار لي في نضالي ضد الإحباط والشعور بالنقص؛ عندما اشتركت في مسابقة للكلام العام ولم أكن أملك من الشجاعة ما يمكنني من التحدث مع شخص واحد، فما بالك بالتحدث أمام الجمهور، اخترت التحدث عن آخر شيء في العالم... الأمر الذي كان له أبلغ الأثر في أن أتحدث عن موضوع: (الفنون الجميلة والفنون الليبرالية في أمريكا) ولا أخفي سرًا إذ أقول أني عندما بدأت الإعداد للكلمة لم أكن أعرف عنها شيئًا، حفظت الكلام عن ظهر قلب، وجربت إلقاءه مئات المرات أمام الأشجار وكأنها الجمهور الذي سأتحدث أمامه.
وقد فزت بالجائزة الأولى.. دهشت لما حدث، وصدر عن الجمهور تصفيق كبير وجاءني نفس الأولاد الذين كانوا يسخرون مني ويسمونني (ذو الوجه الطويل النحيل) وهم يقولون: كنا نعرف أنك تستطيع أدائها يا إلمر )..
ولقد خدمت في مجلس الشيوخ بولاية أوكلاهوما لمدة ثلاثة عشر عاما وكذلك
في بيت الكونجرس لمدة أربعة أعوام، وعندما بلغت الخمسين حققت أمل حياتي: حيث انتخبت عضوًا في مجلس الشيوخ بولاية أوكلاهوما.
وإنني إذ أروي قصتي هذه فإنني لا أتباهى بما حققت من إنجازات ربما لا تهم أحدًا غيري, ولكني رويتها كلها على أمل أن تقدم شيئًا من الأمل وعدم اليأس و الشجاعة والثقة بالنفس لدى ولد فقير يعاني من القلق، والخجل، والشعور بالنقص، والتي طالما عذبتني عندما كنت أرتدي ملابس والدي البالية وحذاءه الذي كان ينخلع من قدمي دائما كلما مشيت به.
ولك أن تعرف أيها القارئ أن إلمر توماس – الذي كان يخجل من الملابس الواسعة وهو شاب, أصبح فيما بعد حاصلاً على لقب أفضل أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أناقة.
*فهل منحتك هذه القصة الواقعية شيئًا من الأمل.. أتمنى ذلك!


المصدر : كتاب هكذا هزموا اليأس


محارب من أجل الحرية





ولد نيلسون مانديلا في منطقة ترانسكاي في أفريقيا الجنوبية (18 يوليو 1918) وكان والده رئيس قبيلة، وقد توفي عندما كان نيلسون لا يزال صغيرًا، إلا إنه انتخب مكان والده، وبدأ إعداده لتولي المنصب.
كانت جنوب أفريقيا خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصري الشامل، إذ لم يكن يحق للسود الانتخاب, ولا المشاركة في الحياة السياسية أو إدارة شؤون البلاد.
أحس مانديلا وهو يتابع دروسه الجامعية بمعاناة شعبه؛ فانتمى إلى حزب المجلس الوطني الأفريقي (المعارض للتمييز العنصري سنة 1944.
سنة 1952 بدأ الحزب ما عرف ب (حملة التحدي) وكان مانديلا مشرفًا مباشرًا على هذه الحملة، فجاب البلاد كلها محرضًا الناس على مقاومة قوانين
التمييز العنصري، خاطبًا ومنظمًا للمظاهرات والاحتجاجات. فصدر ضده حكم بالسجن مع عدم التنفيذ.
عام 1952 افتتح مانديلا مع رفيقه أوليفر تامبو أول مكتب محاماة للسود في جنوب أفريقيا، وخلال تلك السنة صار رئيس الحزب في منطقة الترانسفال، ونائب الرئيس العام في جنوب أفريقيا كلها. وقد زادته ممارسة المحاماة عنادًا وتصلبًا في مواقفه، إذ سمحت له بالاطلاع مباشرة على المظالم التي كانت ترتكب ضد أبناء الشعب الضعفاء، وفي الوقت نفسه على فساد وانحياز السلطات التنفيذية والقضائية، بشكل كان معه حصول مواطن أسود على حقوقه نوعًا من المستحيل.
قدمت نقابة المحامين اعتراضًا على السماح لمكتب مانديلا للمحاماة بالعمل، ولكن المحكمة العليا ردت الاعتراض، ولكن حياة مانديلا لم تعرف الهدوء منذ تلك الساعة. فبعد سلسلة من الضغوط الرسمية والبوليسية؛ اضطر مانديلا إلى الإعلان رسميًا عن تخليه عن كافة مناصبه في الحزب، ولكن ذلك لم يمنع الحكومة من إدراج اسمه ضمن لائحة المتهمين بالخيانة العظمى في نهاية الخمسينات. وقد تولى هو, ودوما نوكوي الدفاع ونجحا في إثبات براءة المتهمين.
في 1962 غادر مانديلا إلى الجزائر؛ للتدريب العسكري, ولترتيب دورات تدريبية لأفراد الجناح العسكري في الحزب.
عند عودته إلى جنوب أفريقيا (1962) ألقي القبض عليه بتهمة مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية, والتحريض على الإضرابات وأعمال العنف. وقد تولى الدفاع عن نفسه بنفسه، ولكن المحكمة أدانته بالتهم الموجهة إليه وحكمت عليه بالسجن مدة 5سنوات. وفيما هو يمضي عقوبته بدأت محاكمة (ريفونيا) التي ورد اسمه فيها فحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة القيام بأعمال التخريب.
لم يغير مانديلا مواقفه وهو داخل السجن، بل ثبت عليها كلها، وكان مصدرًا لتقوية عزائم سواه من المسجونين وتشديد هممهم، وفي السبعينات رفض عرضًا بالإفراج عنه شريطة أن يعود إلى قبيلته في رنسكاي؛ وأن يخلد إلى الهدوء
والسكينة، كما رفض عرضًا آخر بالإفراج عنه في الثمانينات مقابل إعلانه رفض العنف.
ولكنه بعد الإفراج عنه يوم الأحد 11 شباط فبراير 1990 أعلن وقف الصراع المسلح وبدأ سلسلة مفاوضات أدت إلى إقرار دستور جديد في البرلمان في نهاية 1993، معتمدا مبدأ حكم الأكثرية وسامحًا للسود بالتصويت ولقد منح مانديلا جائزة نوبل والعديد من شهادات الشرف الجامعية.
وقد جرت أولى الانتخابات في 27 نيسان (أبريل) 1994 وأدت إلى فوز مانديلا فأقسم اليمين الدستورية في 10 أيار (مايو) متوليا الحكم.
من أقواله التي خلدها التاريخ:
(لقد علمني مشواري الطويل على درب الحرية, بأن النجاح في التسلق إلى قمة جبل ما يكشف للمرء أن المزيد من هذه القمم في انتظاره؛ حتى يتسلقها واحدة تلو الأخرى).
وقال حين كان مسجونًا سجنًا مؤبدًا:
(إنني في قرارة نفسي إنسان متفائل, وإن كنت لا أدري إن كان ذلك في طبيعتي أم في طبعي, ومن علامات التفاؤل أن يحافظ المرء على رأسه مرفوعا نحو السماء, وأن تكون خطاه متجهة إلى الأمام, لقد مرت بي لحظات عديدة اهتزت خلالها ثقتي بالإنسانية, ولكنني لم ولن أستسلم لليأس فذلك هو السبيل إلى الإخفاق والموت المحقق).
وقال أيضًا في لحظة توليه الحكم بعد نضال استمر ثلاثين عامًا:
(لقد سرت على طريق الحرية الطويل, وبذلت جهدي كي لا أتداعى أو أسقط وإن تعثرت خطواتي أحيانًا, ولكنني اكتشفت سرًا يقول: إن الإنسان الحر كلما صعد جبلاً عظيمًا وجد من ورائه جبالاً أخرى يصعدها).
*قصة رائعة لمناضل آمن بالقضية التي يدافع عنها.. ولم تمنعه غيوم اليأس السوداء التي كانت تتجهم كثيرًا في سمائه من إكمال مشواره نحوها, وقد فعل فاستحق ما وصل إليه!


المصدر : كتاب هكذا هزموا اليأس


قصة المراسل السعودي الذي اصبح وزيراً


قصة المراسل السعودي الذي اصبح وزيراً

الرجل العصامي الذي قضى 61 عاماً في مجال البترول يتدرج في الوظائف من القاع إلى القمة


قبل أربعين عاماً كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، (24 فبراير/ شباط 1968) مقالاً عن الفتى البدوي الذي (تدرّج طفلاً يجوب مع أفراد قبيلته الصحارى الشاسعة التي تكوّن معظم أراضي السعودية)، وعمل صغيراً (مراسلاً في أحد المكاتب)، حتى تمكن من (أن يشق طريقه في عالم صناعة الزيت بكل جدارة واستحقاق).
ولو قدر لأحدهم أن يكتب عن (الحلم السعودي) الذي يداعب خيال آلاف الشباب والشابات، فسوف تصبح سيرة الوزير العصامي علي النعيمي مثالاً لصورة الحلم السعودي، الذي يقوم على العمل والالتزام والكفاءة ويتحقق بالجدارة.. هذا الحلم الذي يستهوي الباحثين عن الفرص في أراضي الأحلام حول العالم، هو نفسه الذي أصبح مع علي النعيمي حقيقة. فهو الرجل الذي تربع على عرش النفط بعد أن عركته التجارب وطحنته مرارة العمل، ولم ينزل بـ(البرشوت) لأي منصب مرموق وصل إليه.

حين ولد الفتى البدوي الخجول، علي ابراهيم النعيمي، في عام 1935، كانت قد مضت أربع سنوات فقط على تحميل أول شحنة من الزيت الخام تصدرها السعودية على متن ناقلة للعالم الخارجي في الأول من مايو (أيار) 1939، إيذاناً بعصر جديد، ومنذ ذلك الحين اقترن اسم علي النعيمي بصناعة النفط وتدرج فيها من القاع إلى القمة..

وكان محظوظاً بقدر ما كان مثابراً، وهو يطوي صفحة شظف العيش التي لازمته طفلاً، بدخوله مدرسة الجبل أولى المدارس التي بنتها ارامكو في الظهران، وظلّ يتذكر أول يوم له في مدرسة الجبل في عام 1945: (رأيت ذاك المعلم – الأميركي - بلحيته الكثة الحمراء يشير إلى السبورة، والجميع يصيح this is a fox، فقلت مثل قولهم، وتلك هي الطريقة التي بدأ بها الجميع تعليمهم).

بعد عامين، ولج عالم الشركة النفطية الأكبر في العالم، حيث لا يوجد في سجل الشركة حتى اليوم وربما في سجل شركات أخرى تاريخاً في الخدمة يماثل التاريخ الذي سطره علي النعيمي، فقد التحق بصناعة النفط حين كان عمره 12 عاماً، وبدأ مراسلاً براتب يقل عن الدولار في اليوم، وحين أصبح أول سعودي يترأس شركة ارامكو كان قد أمضى 48 عاماً في الشركة، وهو اليوم يطوي 61 سنة من خدمته في قطاع النفط والطاقة.

البدوي الكتوم، الذي لا يحبّ الأضواء، ويتحاشى الصحافة حدّ النفور، كان طموحاً حدّ الخيال، فالأيام الصعبة التي قضاها مراسلاً فطباعاً على الآلة الكاتبة، فموظفاً في ضبط الحسابات، وشؤون الموظفين، لم تشبع نهمه، ولم تلبِ رغبته، كما لم يكن يرضيه مجرد الحصول على وظيفة تدر عليه دخلاً، ففي الخمسينات، وتحديداً ما بين 1956 و1963، اشترك في برنامج التدريب العالي للشركة، وابتعث أولاً إلى الكلية الدولية في بيروت، ومن ثم الجامعة الأميركية في بيروت، وانتقل منها إلى جامعة ليهاي بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية، حيث حصل على شهادة بكالوريوس في الجيولوجيا عام 1962.

وفي سنة 1963 نال درجة الماجستير من جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا في الهيدرولوجيا «علم المياه الجوفية» والجيولوجيا الاقتصادية، وبعد عودته إلى السعودية عمل هيدرولوجياً وجيولوجياً في إدارة التنقيب حتى عام 1967، ثم عُيِّن ناظراً لقسم الإنتاج في بقيق عام 1969. وفي عام 1975 انتخب لمنصب نائب رئيس ارامكو للإنتاج وحقن الماء، وفي عام 1977 رأس شركة أرامكو لما وراء البحار لمدة شهرين، تلاها في يوليو (تموز) 1978 أصبح نائبا أول للرئيس لشؤون عمليات الزيت. وفي 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 1983 عُيّن أول رئيس سعودي لأرامكو، وفي 1995 عُيّن وزيرا للبترول والثروة المعدنية ورئيسا لمجلس إدارة أرامكو.

طوال تلك الفترة، كان علي النعيمي هو نفسه الموظف الذي أرسى مع زملائه تقاليد العمل، وثقافة الإنتاج في شركة ارامكو التي تقوم على الانضباط والالتزام وتكون ما يصطلح عليه بـ(ثقافة ارامكو)، هذه الثقافة التي تتجسد بشكل كامل في الوزير علي النعيمي، الذي ينطبق عليه بشكل واضح مبدأ (الجدارة) في العمل.

كان عصامياً، فليس في تاريخه الوظيفي مكاناً لـ(الواسطة)، كما كان منضبطاً حتى أن موظفيه كانوا يشاهدونه بلباس الرياضة يجلس على مقاعد الانتظار في المركز الصحي بالظهران ينتظر دوره للدخول الى العيادة. وبالإضافة إلى الإصرار، فإن علي النعيمي الذي يحب العمل بروح الفريق، حاسم جداً في قراراته، ويقول بعض مستشاريه أنه رغم ما يبدو عليه من تواضع وخجل فإنه (صاحب قرار)، على الرغم من انه يخضع معظم قراراته للنقاش والاستشارة، وربما بسبب هذا السلوك كانت السنوات الثلاث عشرة التي قضاها وزيراً للنفط أكثر الفترات ازدهاراً في العلاقة بين شركة ارامكو ووزارة البترول.

كذلك فإن النعيمي الذي ورث حقبة مضطربة في أسواق النفط، عمل على إبعاد منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عن التجاذبات السياسية، وحقق نجاحاً باهراً حين قاد توجه المنظمة للعمل بشراكة كاملة لمصلحة دولها وشعوبها، وتحييد النفط عن الصراعات والتطورات السياسية، هذا النجاح مكّن الأوبك من أن تحقق قفزة في الإنتاج تستطيع من خلاله تعويض النقص في الإمداد، من دون أن ينعكس ذلك صراعاً بين المنتجين، وسط أحداث سياسية خطيرة، ومكّن هذه الدول من أن تحافظ – رغم العقبات – على سعر مغرٍ للبرميل.

وعلي النعيمي قارئ ومثقف، ومستشاروه يقولون إنه (موسوعة) في الثقافة النفطية، لكن أحداً منهم لا يتمكن من فكّ ألغاز العلاقة الباهتة بين النعيمي والصحافة، فالرجل الذي يتحاشى الإعلام، يعرف جيداً أن أي تصريح له من شأنه أن يهزّ أسواق النفط من دبي إلى نيويورك.

قبل ستين عاماً، حين كانت أرامكو تدب فوق هضبة الظهران، كان هناك فتى صغير السنّ التحق للتو بأعمال الشركة يلف (غترة) بيضاء على رأسه ويلبس بنطالاً رثاً، وفي لفح الهجير، ساق الفتى خطاه نحو (الكامب) حيث يستريح الموظفون الأميركيون، ولفت انتباهه وجود الماء المثلج، فمدّ يده لكأس من الفلين وبدأ يشرب.. وعندها لمحه المفتش، وطلب منه المغادرة، لأن هذا المكان مخصص للمهندسين، وليس للعمال. وبإصرار سأله الفتى، ومتى عساي أن أتمكن من دخول هذا المكان؟ فقال له المفتش الأميركي: إذا تعلمت وتدربت واصبحت مهندسا..! ومنذ ذلك الوقت، أصرّ علي النعيمي على أن يقهر المستحيل حتى يحقق الحلم .

المصدر : جريدة الشرق الاوسط

http://www.aawsat.com/details.asp?section=54&article=472638&issueno=10775#.U3RSroF_ubg

هل تريد أن تصبح مليونير




هل تريد أن تصبح مليونير

نظر الطفل الأمريكي الأسمر ذو الست سنوات ، إلى أمه المريضة وهي تعمل بكد كي تعيل أسرتها الفقيرة، وهو كان يخلد للنوم وهي مستيقظة، ويقوم من نومه ليجدها مستيقظة تعمل، فقرر مساعدتها بأي سبيل كان، فتفتق ذهنه عن فكرة بيع عبوات كريم البشرة مقابل دولار ونصف، وكان زبائنه من الجيران وسكان المنازل المحيطة. في سن السابعة طبع لنفسه بطاقة (كارت) كتب عليها مدير القرن الواحد والعشرين. في سن الرابعة عشرة كان قد حقق مليونه الأول.
بعدما هاجمت نوبة قلبية ثانية والدته بسبب الضغوط العصبية، قرر “فارح جراي” أن عليه فعل أي شيء لمساعدة أمه التي تولت وحدها تربية وتنشئة ثلاثة أولاد صغار. رغم أن المنطقة الفقيرة التي كان يقطنوها كانت تعج ببائعي المخدرات والهوى، إلا إن جراي أدرك أن هذه ليست الطريقة الصحيحة، ولم تزده كل الصعاب من حول سوى إصرارًا على النجاح، إن أمه بحاجة لذلك، وهو أراد تحسين مستوى العائلة كلها.
استقر في ذهن جراي أن الشراء بالجملة والبيع بالقطاعي لهو السبيل للحصول على الربح المشروع، لقد فهم هذه الجزئية من طريقة عمل بيع المخدرات في حيه الفقير العنيف. تعرف جراي على معلمه ومرشده روي تاور ، والذي علمه أنه ما دام نجح في تحقيق ربح قدره 50 دولار اليوم، فإن بإمكانه ربح المليون في يوم ما. لم تعرف طفولته أي دِعة أو نعومة، فعندما أراد شراء حقيبة أعمال له، لم تتمكن أمه من توفيرها له، فما كان منه إلا أن حّول صندوق طعامه المدرسي ليصبح حقيبة أعماله الخاصة، كما استعار رابطة العنق الرخيصة الخاصة بأخيه ليبدو كرجل أعمال محترف.

لم يكن جراي ولداً صغيرًا، بل كان رجلاً صغيرًا كما تروي عنه جدته.ذات يوم طُلب منه إلقاء خطبة، فبدأ بالتدرب على أفراد عائلته، الذين استمعوا له كما لو كان أستاذ جامعيًا أو عالمًا ضليعًا. في سن الثامنة أسس جراي منتدى أعمال لأبناء الحي الشرقي الفقير في مدينة شيكاغو، عمّد من خلاله للحصول على تبرعات عينية ونقدية: عينية في صورة حضور الناجحين لرواية قصص نجاحهم لأولاد الحي، ونقدية في صورة تبرعات استثمرها الفتي الأسمر بما ينفع أولاد الحي.

حصل جراي على 15 ألف دولار تبرعات لهذا المنتدى، عبر استخدامه لأسلوبه المبتكر: أرشدني إلى خمسة يمكن لهم أن يوافقوا! تعرض جراي لمرات رفض لا حصر لها، لكنه لم ييأس أو يخنع، بل تقبل الرفض بروح عالية، وهو كان يطلب من رافضيه أن يرشدوه إلى خمسة أشخاص يمكن لهم أن يشتروا منه ما يبيعه.

استثمر جراي نقود التبرعات التي جمعها في مشاريع بيع المشروبات الغازية والحلوى، لكنه لم يتمكن من الحصاد، إذ أن حالة أمه الصحية ساءت، ولذا تعين على الأسرة الانتقال لبلدة أخرى حيث حصل أخوه الأكبر على وظيفة أفضل، فانتهى به المطاف في مدينة لاس فيجاس. لكن القدر ابتسم للفتى الأسمر الذي كاد يتم العاشرة من عمره، إذ أتيحت له الفرصة للتحدث في برنامج إذاعي، بسبب خبرته وقدرته الطبيعية على الخطابة.

لأدائه التلقائي، تم تعيين جراي كمذيع مساعد في ذات البرنامج الذي بلغ عدد المستمعين له قرابة 12 مليون مستمع. لم تمر سوى سنتين إلا وكان جراي خطيبًا مفوهًا يطلبه الناس والمجلات والصحف والتليفزيونات  لإلقاء الخطب، مقابل خمسة إلى عشرة آلاف دولار في الخطبة الواحدة.

أراد جراي استثمار نقوده تلك في مشروع ناجح، وهو أراد ممارسة نشاط سبق له العمل فيه، وحيث أنه اعتاد مساعدة جدته في طهي الطعام، لذا قرر وعمره 13 سنة تأسيس شركة بيع أطعمة في مدينة نيويورك، لكنه قرأ قبلها كتابًا عن التسويق، ونفذ ما جاء فيه فصلاً بعد فصل. قام جراي بطهي الحساء، ثم قام بصبه في زجاجة، ثم أرسلها لمصنع تعليب، ثم انطلق يبحث عن خبراء في هذه الصناعة ليتعلم منهم. وسنه 14 سنة تحول الفتي الفقير إلى مليونير، بعدما حققت شركته مبيعات فاقت المليون ونصف دولار.

لم يتوقف نشاط جراي عند هذا الحد، إذ أنشأ شركة لبيع بطاقات الهاتف سابقة الدفع وأخرج برنامج حواري إذاعي موجه للمراهقين واشتري مجلة وأنتج برنامجًا فكاهيًا كوميديًا ناجحًا. لم يقف جراي عند المكسب المادي، إذ أسس جمعية خيرية حملت اسمه موجهة لتقديم خدمات ومساعدات للشباب كي يبدءوا أعمالهم التجارية.

رغم عيوب المجتمع الأمريكي -التي لا نرى سواها- لكن مواهب الفتى لم تدفن فيه، إذ تمت دعوته للانضمام إلى عضوية الغرف التجارية وانخرط في منحة دراسية مدتها ثلاث سنوات وعمره 15 سنة. لنجاحه الباهر تلقى دعوة لمقابلة الرئيس الأمريكي بوش وزيارة الكونجرس الأمريكي وأصبح عضوًا فخرياً في العديد من المجالس التجارية.

فارح جراي وسنه 19 عامًا بدا جراي في تأليف كتابه: هل تريد أن تصبح مليونير؟ إليك تسع خطوات تعينك على ذلك أو “Reallionaire“. هذه الخطوات هي:
  • -        لا تخش الرفض، فالغزالة الجريحة تقفز مسافات أطول
  • -        تفهم القوة خلف الاسم
  • -        اجمع فريقًا من المُعلمين والمرشدين الناجحين حولك
  • -        استغل كل وأي فرصة
  • -        امض مع التيار… لكن اعرف إلى أين تريد الذهاب
  • -        كن مستعدًا نفسياً لتقبل الفشل والوقوف على رجليك بعد الوقوع
  • -        خصص وقتك لما تعرفه
  • -        أحب عميلك وزبونك
  • -        لا تقلل أبدًا من قوة شبكة المعارف والعلاقات.


أصبح هذا الكتاب من أفضل الكتب مبيعاً في أمريكا خلال صيف العام الماضي، وخلال أسابيع قليلة من طرحه في الأسواق، وحصل على الثناء والمديح من مشاهير الشخصيات المحترمة في المجتمع الأمريكي، بدءًا بالرئيس الأمريكي بيل كلينتون، ومرورًا بآخرين مثل بيير سولتون ومارك فيكتور هانسن.

نشاط جراي التجاري الحالي هو العقارات، وهو حصل على دكتوراه فخرية تقديرًا لتاريخه الحافل.

الشاهد من قصة الفتى الأسمر:
• لم يسخر المجتمع من محاولات الطفل الصغير لاقتحام عالم التجارة بل ساعدوه
• لم يرفض رجال الأعمال المشاركة بخبراتهم وأوقاتهم وأموالهم مع أطفال الحي
• تشجيع المجتمع الأمريكي الشديد للناجحين ولو كانوا صغارًا أو سودًا
• النجاح المالي لا يعني التخلي عن مساعدة الغير
• لم ييأس أبداً، ولم يتوقف عن التعلم من الغير

المصدر : كتاب 25 قصة نجاح